الأربعاء، 16 مايو 2012

توسل

وتفترش أرض الشرفة , تستخدم الياقوت الأزرق المنثور في السماء كمعداد لتستحضر النوم ,مشتته تحاول استدعاء خشوع الصلاة , في حضرة الكون يغمرها الجلال فتنسي الخشوع .. تتمرد من الجلال هابطة إلي الأرض , تضحك كعاهرة وفي خطوة عهر تُحضر مذياعًا مُشعوذًا إلي محرابها الآميشي .. تُشغله .. تُعمل حواسها مع الصوت الصادر منه , تتمايل .. تدرك الخشوع في صوت فيروز, يسبقها , تدركه مجددًا , يتَبَاطَأ , تتراجع .. تجده  عند الصلاة , تقذف المذياع من الشرفة وتبقي فيروز وحدها كصلاة , تُصليها .. تجلس كانها في اجتماع للمهتزين , صامته .. ترتدي تدين , يلتوي كاحلها وهي تنزل درج النوم ولازالت فيروز تحكي عن العصفورة وانها أحضرت لها عُلبة بها لُعب .

الأحد، 13 مايو 2012

عن الموطن


وعند الشفق أو ربما في وقت الضحي , تجلس القرفصاء أرضًا وتستعمل سحب السماء كإختبار رورشاك,فتحدد كيف هي اليوم .. وإذا ما فقدت عقلها بعد أم لا, حتي ان كم المخدرات التي تبتلعه كأنه أقراص نعناع لا يفيد.. عقلها يرفض أن يُفقد.
***
وكأن شيطان ما قرر معاندتها وجعلها غصبًا واعية ,حتي عندما حاولت المسكينة ان  تغوي الشيطان ليخرج  من اختفاءه فيشاركها وحدتها وربما يعيطها جزء من شره .. قرر ان يؤمن ويترك لها عقلها بما فيه,لذا أمنته تهويدة يدندنها لها يوم القيامة , حيث سيكون هو في الجنة يبتسم لها بإيمان وترافقها دندنته نحو الجحيم .
***
ومازالوا يبتسمون بحسرة خلف الصغيرة , يتنهدون ويقولون أن حظهاعاثر,لم تكن عبقرية , ولم تكن ذكية , ولم تكن جميلة .. حتي انها فشلت في إغواء شيطان..بينما كانت تبتسم بطمأنينة من الجحيم حيث  موطنها وموطن العباقرة .
***
لإن والدها قال لها يومًا , أن العباقرة مفكرين,والمفكرين يُلحدون.والملحدون كُفار ,والكُفار في النار .

السبت، 12 مايو 2012

صلاة مبهمة

ربنا الذي في السماوات .. ليتقدس اسمك وليعلو فوق السحب المحتبس داخلها المطر ودعوات العباد.
ربنا الذي في السماوات ..ليتقدس اسمك وليحلق عاليًا في الفضاء الخارجي حيث تسكن الملائكة وأشباه البشر المحببين فيحاوطهم بطمأنينة تمحي كل الوجع .
ربي الذي في السماء.. بحق قدسية اسمك , اجعل اسمينا يطغيا علي الحالة .
***
رغم انعدام الفهم .. يبقي الصوت يُؤمن علي الدعوات شفقة , أو ربما رقة.

الأربعاء، 9 مايو 2012

شيئٌ ما يشبه الموت

وأضحى جراب الساحر فارغًا, فأصبح مُكذبًا, وغدي مُكتئبًا, ثم أمسى تائهًا.. وبعضهن لا يزلن يغنين أنهن
سيغنين لأن اسمه أحلي من الأسامي.


السبت، 5 مايو 2012

نيتشه


يحدثني عن نيتشه وتعاليمه كثيرًا .. أصمت أنا .. ثم أنعته بالفيلسوف , هو لا نيتشه,يسترسل في الحديث  عن نيتشه مجددًا ,أسأله عن إذا ما قرر بعد السقوط للأرض صريع الجنون , وابتسم بخبث .
***
يجلسني أرضًا ناعتًا إياي بالعزيزة ثم يحدثني عن كيف أنه مُصاب بالجنون منذ صغيره , وكيف أن الجنون زينة الفلسفة , والوحدة ضريبتها .. ثم يُكمل,أن الأجساد فقط هي التي تسقط بينما الأرواح تحلق.. والأفكار تحي.
***
أتنهد وأنا مصابة بالقلق, اخبره عن شرفات قلبي التي اعتاد سكنها .. أسأله ماذا عني ؟؟.
***
يحدثني أني حدود الوحدة , ومنتهي الجنون , يطأهما عابثًا , يستشعر التطرف في طياتي , يتحسس الدفء, ثم يعود مجددًا لفلسفته الأم راكضًا مني إلي زوبعته الفكرية .
***
أقول أنه فنتازي , أطالبه بألا يقترب كثيرًا حتي لا أدمنه , فيصبح عاديًا . يفزع , أنا أعلم ان أمثاله أبشع كوابيسهم لا تقترب من مفهوم الكون عاديًا لأحدهم.
***
يحدثني ليلًا بعد مدة ردًا علي طلبي بألا أخاف, هو يفهم الحدود.
***
أقول أني أحتاج الخوف ويحتاج لئلا يفهم , أصرخ فيه ,ألعنه ,أقول لا أحتاجني هُلامية. أقول أريدني مكتمله .
***
يُحدثني بأنه إذًا لا شيء.. يحيط نفسه بذرات القطن حتي لا يسمعني .
يخفت ضي ظله تدريجيًا , يضوي الضوء أكثر, ويختفي.
***
يرحل.
***
أظل أقول آسفة ..ألعني لأني لم أفهم يومًا من هو نيتشه .. ألعنه لأنه لم يفهم من هو نيتشه . حتي نيتشه كان لديه لو اندرياس.
أحدث الآخر عن نيتشه , يقول لو اندرياس.
أزرع قطنًا لأمنع الصوت .. ويقطع خشبًا لينمي الدفء .
وكلانا لم يعرف حقًا نيتشه .
***
ومثلث الفلسفة لا يكتمل سوي بالغموض.