كنا نستبصر الطريق إلى الله .. نعلل كل ما نفعله ونبرره بشئ ما متعلق به.. نسد
الثقوب فينا باسمه ونصنع أخرى صالحةً للتنفس .. أيضًا باسمه ، نسير نحو ظله فنتعثر في أطرافنا ونقع ، نتحطم.. ثم نُشرق
كفراشات يفرق نورها ظله ، فنتوه ونثقل بالخفة.
***
أخبرني الطيب أنه كي أجد الله يجب عليّ أن أجد موقعي أولًا ، قال أن الله
مكانه مُدْرَك..ولكن البشر لا يجدونه لأنهم لا يعلمون أين هم ، قلت : "وأين
أنا؟" ، قال :"ابحثي".
***
والندوب على يدي بارزة وسوداء .. في الليل يُهيء لي أنها حشراتٌ تسكن تحت
جلدي وتتكاثر حتى تملأني فأتلاشى .. أنا أخاف جدًا يا أمي ، لا تطفئي النور .
***
وعندما كنت أبحث .. أُصبت بداء التأمل .. يومًا ما كنت أنظر للفراشات
الموشومة على الحائط ، وكانت علاقة الملابس تتظاهر بأنها شبح وتخيفني .
***
وندف النور العالقة بالماضي لاتنصهر بالعتمة ، تبقى عالقة بالذاكرة تقاتل ،
عندما تسكن .. تقوم العتمة باسم المسيح .. تقول أنه سيكسوهم، يردد النور .. "سيكسرهم" ، وينتفض .
***
كانت الزوايا تركض لخوفها من علاقة الملابس _الشبح_ وكوّنوا حلفًا سرياً
معًا ليقتلوها لأنها مشعوَذَة ، وحينما تساقطت الملابس عنها وهي تحتضر..اكتشفوا أنها فقط حزينة ، وأنهم خافوها لأن حزنها مرّ.
***
يوم ما.. قررتُ أن أخرج منه وأخرجَه مني .. أذبت الصمغ ، فَجّرت الثلج ، وكففت
عن الإرتجاف ..
غدوت كبيرة مفرغة وهو صغير ومصمت بحيث لا يستطيع التنفس ، نجلس سوياً على
طرف الجحيم لنسمع شدو طيور السمّان ، ونكتشف أنه لا أفواه لها ، ننظر للكواكب في
شجرة خوخ فلكيّة فنبكي ونتصوف .. يحكونا حكاية علاقة الملابس الحزينة فنكفر وندور
نلعن دفء الزوايا ، نحتضن العلاقات علّها تسكن .. ونبكي على أكتافها.. نتعرى عن
حقيقة تساؤلنا عن ماذا بعد إيجاد الله .
نبتسم ونهتز حين نغني المديح ، نضيئ شمعة واحدة وحيدة بعد ، نلعن عطر
الياسمين لثقله ونذوب في خفة الفُل تعلو موسيقى الأوكرديون وتتأوه انايس نين
اختناقًا .. نشبّ نحو الله ، ندرك أن عينيه أكبر من إدراكنا .
***
وَ نُرْهَقْ.