الجمعة، 24 فبراير 2012

أنا فضائي لكن طيب


أنا لا أعرف حقًا لمَ يدعونه الفضاء ثم الخارجي ,فبنظرة أشمل 

نحن جزء من هذا الفضاء الذي يفترض به  أن يكون 

خاويًا..ولكن هذة فقط هي نظرية البشر عن الفضاء 

والقادمين منه ,وعن فضاء مختلف كليًا أتحدث.




"اسألها ما الخبر,فتصمت قليلًا ..تبتلع حلقها الغير جاف 

وتجيب..غضة في القلب وتصمت مجددًا"


أن تري أحدهم يمشي علي خطواتك مستعينًا بأجزائك.يري بعينيك 

ويتكلم بمخارج حروفك ويشاركك أصدقاءك امر ممتع , ولكن متعته 

تتموج مع مزاجك فأحيانًا يكون ممل.

أن تكون بشريًا مئة بالمئة أمر طبيعي.. صحيح , وأن تكون جيناتك 

خالية من الجينات الفضائية أيضًا طبيعي ومثالي ولكن المثالية مملة 

.. 
والملل يقتل .

دعني فقط أبوح لك بسر ما ,الخالدون.. كل الخالدون يتشاركون 

ويتناسخون روحًا بعد روح نفس الجينات الفضائية .


"تسألني ما الخبر.. أصمت ,ابتلع حلقي الغير جاف ثم أجيبها 

أن الروح تحمل غصة لا قبل لها بها"


أن تفشل 

كل البشر وخاصة الذين يحملون جينات روحانية فضائية 

يفشلون،وهذه حقًا ليست مشكلة ،ليس وكأن الفشل مرة فاثنتين 

ثم ثلاثة أو حتي عشرة مرات مشكلة ، المشكلة أن هؤلاء البشريون 

الخاليون من ذرات الفضاء يحتمون من كسْرة الفشل التي تقوي 

بتوقعه،بالتفريط في الإيمان 


من أجل الخوف من الكسْرة ، أقول لها أن البشر لا يعرفون الإييمان 

لم يكتشفوا قوته بعد.

تصمت قليلاً فهي تحب بشري .. وأغلب أصدقائها بشر وأنا مثلها 

أحب بشري وكل أصدقائي عداها بشر ، فأعاود الكلام.."صلي 

لهم،فهم مساكين، الإيمان يا صغيرتي هم حقًا لا يعرفونه، الإيمان 

لم يخلق  لتلك اللحظات ا السعيدة لنقول شكرًا لك يا الله وندعو هذا 

إيمانًا ، الإيمان هو عندما نري الفشل قادمًا ونكاد نوشك على 

التصديق بقدومه فنقبل ذرات الفشل وداعًا وندع قناديل الإيمان 

تملؤنا تنيرنا وتزين أرواحنا ويتجلي الإيمان،حتي عندما تنقع أرواحنا 

في الفشل وتلتقط لونه الأصفر الباهت نظل ياصغيرتي نأمل ونؤمن 

بقدوم الأفضل".


"فوتي مكالمة الأمس .

-لم أكن حقًا بخير..وتعرفينني معدية..لذا آثرت الاختفاء"

أنا فضائي لكن طيب..أغضب فأثور وأحنق .

لا أقبل هزيمة.. إلا بصدر رحب وعندما أكتئب أختفي في عزلتي 

المطلية بالأزرق .. وأحيانًا أعبّر عن اكتئابي بثرثرةٍلا معني لها .

ولكن إذا اكتأبت أنت ولم تتحدث فلا مانع لديّ من قتلك فجينات 

الإستماع عندي مقترنةٌ بالفضول مع حفنة كبيرة من كره رؤية 

أحدهم  حزين.

آه..ونسيتُ أن أخبركَ عن سعادتي ذلك الكهف المسمى كياني 

الذي أهرب إليه في عزلتي ، عندما تحضر سعادتي يتحول لونها 


فتطلى بأقواس قزح وتوشم بالفراشات وتعطر بالقُرفة والقهوة 

والأقحوان والقرنفل..وقبضة من عطر  البحر وقبضة أخري من رائحة 

المطر ..وهنا..هنا أنا حقًا أثرثر بلا توقف ،

هل أخبرتك أني أدمن جعل البشر يبتسمون؟؟


"هي..للأسف اكتشفت أنها بشرية ولكنها بشرية جميلة "

_في حلم حلمي ..حلمت أني أحلم به ..فاستغللت وجوده أمسكت 

يديه ..قبلت روحه وعانقت قلبه ..ثم أخبرته أنني آسفة لنعته

بالبشري

ولأنه فضائيٌ وطيب..لم يصدقني يومًا بل لم يعرف ما معني البشري ،
ولأنه فضائيٌ وشرير..رفض اخباري ليراني كل ليلةٍ في حلم حلمي 

.. أحلم به ..أعانق قلبه .. وأقبل روحه .. وأحمل يده أقرب إليّ_

ولم لكن يا صغيرتي؟؟ للبشر منافعهم كما للخوف منافعه ،فبدونهم 

ماكنا لندرك أننا أصلًا فضائيون .

 أنا فضائي ,لي بيت أنا كونته ورسمته ومازلت أبحث عن 

وطن لأضعه فيه .. بيت فضائي مثلي أسكنه ويسكُنني 

لا يُشترط أن يكون واسعًا.. فقط بيت .

أتواري بين ثنياته في لحظات شجني المتطرفة.


أنا فضائي .. وطيب أبحث عن سكن لسكن مسكون 


:)