يحدثني عن نيتشه وتعاليمه كثيرًا .. أصمت أنا .. ثم أنعته بالفيلسوف , هو
لا نيتشه,يسترسل في الحديث عن نيتشه
مجددًا ,أسأله عن إذا ما قرر بعد السقوط للأرض صريع الجنون , وابتسم بخبث .
***
يجلسني أرضًا ناعتًا إياي بالعزيزة ثم يحدثني عن كيف أنه مُصاب بالجنون منذ
صغيره , وكيف أن الجنون زينة الفلسفة , والوحدة ضريبتها .. ثم يُكمل,أن الأجساد
فقط هي التي تسقط بينما الأرواح تحلق.. والأفكار تحي.
***
أتنهد وأنا مصابة بالقلق, اخبره عن شرفات قلبي التي اعتاد سكنها .. أسأله
ماذا عني ؟؟.
***
يحدثني أني حدود الوحدة , ومنتهي الجنون , يطأهما عابثًا , يستشعر التطرف
في طياتي , يتحسس الدفء, ثم يعود مجددًا لفلسفته الأم راكضًا مني إلي زوبعته
الفكرية .
***
أقول أنه فنتازي , أطالبه بألا يقترب كثيرًا حتي لا أدمنه , فيصبح عاديًا .
يفزع , أنا أعلم ان أمثاله أبشع كوابيسهم لا تقترب من مفهوم الكون عاديًا لأحدهم.
***
يحدثني ليلًا بعد مدة ردًا علي طلبي بألا أخاف, هو يفهم الحدود.
***
أقول أني أحتاج الخوف ويحتاج لئلا يفهم , أصرخ فيه ,ألعنه ,أقول لا أحتاجني
هُلامية. أقول أريدني مكتمله .
***
يُحدثني بأنه إذًا لا شيء.. يحيط نفسه بذرات القطن حتي لا يسمعني .
يخفت ضي ظله تدريجيًا , يضوي الضوء أكثر, ويختفي.
***
يرحل.
***
أظل أقول آسفة ..ألعني لأني لم أفهم يومًا من هو نيتشه .. ألعنه لأنه لم
يفهم من هو نيتشه . حتي نيتشه كان لديه لو اندرياس.
أحدث الآخر عن نيتشه , يقول لو اندرياس.
أزرع قطنًا لأمنع الصوت .. ويقطع خشبًا لينمي الدفء .
وكلانا لم يعرف حقًا نيتشه .
***
ومثلث الفلسفة لا يكتمل سوي بالغموض.