السبت، 31 مارس 2012

اختلاسات من مذكرات احداهن


أخبرني يومًا معللًا كرهي للأطفال أني طفلة مثلهم , فابتسمت لشهادته المريحة بأني طفلة لن تكبر يومًا ولن تكف عن كره تلك الكائنات . ثم فجأة انقلبت احبهم وكذلك هي , صمتنا قليلًا خلال مكالمتنا الطويلة نحاول ان نجد حلًا لتلك الكارثة , فلا يعقل أن يتحولوا فجأة لكئانات مذابًا بداخلها كل تلك الكمية الغير معقولة من السكر .. صمتنا أكثر ثم همهمنا لأنطق أخيرًا , اللعنة , إنها جينات الأمومة التي تعرف أيضًا بجينات الكبر بدأت الزحف. ثم قالت لي انها الخرب ولا حيلة لنا , فأخبرتها أننا الحيل نفسها , وحيث اننا لم نعد بعد أطفالًا أعلنا الحرب علي الكبر مستخدمين الحلوي القطنية والمثلجات والكلام المتعثر الغير منطقي العفوي كسلاح مؤقت .
وصرنا عالقين في حرب وهمية رافضين التخلي عن أجزاءنا الطفولية .


***
"ارتدي عويناتك اللعينة "
اييييييييه , يا له من مخبول نبتت له أشياء تجعله يبدو كبشري,لا يفهم اني لا أحتاج لعوينات لأري.. فروحي تري كل شيء _ سحقًا , أنا أحبني جدًا عندما اتفلسف_.
وأنا لا أفهم هراء علماء النفس ولا أحتاج ان أفهمه .. ببساطة _ كما اعتدت ان اخبرها عندما أمتليء بالغرور_ لا أحتاج أحدهم أن يخبرني عني .
وذلك لا يمنع أني أحيانًا أشعر أحتياجًا لزيارة طبيب نفسي , لا لشيء سوي لأهبه حفنة من عُقدي , وأبتسم بخبث وأنا أغادر لعلمي أنه لربما يعاني من كوابيس الليلة .
إذا.. أنا مريضة نفسية , إذا أنا أحتاج لعلاج , إذا.. يقولون أن أولي خطوات العلاج هي الإعتراف بالمرض, إذا أنا فخورة بي كما أنا , إذا أنا لا أحتاج أي علاج .


***


" التحول ضروري ولازم , فقط لا تقاومي"
أتظاهر بالعجز والتململ, ثم تكتسي ملامحي بابتسامة شيطانية..اخبره أنه عندما يتمكن من رؤية صرصور اذنه _بلا غش_ حينها فقط سأكبر ولو ظهرت الأعراض .


***
وإذا كنت لا تمانع فبالقوة الممنوحة لي اغتصابًا فمصابيح المدينة المنارة بالكهرباء ستطفأ الليلة ومن بعد منصف الليل بدقيقة وحتي الشروق .
وبالطبع فأنت لن تمانع إذ أن قناديل القرية المضاءة بالزيت التي لا تحتاجها ستطفأ الليلة في نفس التوقيت وحتي نفس التوقيت ومن خلال نفس السلطة المخولة بها أنا .. 
والسبب , أضواءكم اللعينة تسبب عمي مؤقت لي وتسحب نظري عن السماء ليتعلق بها فلا أستطيع ان أري النجوم اللعينة واضحة حتي في أشد الليالي اللعينة عتمة .
لذا وبكل لطف , هلا ذهبتم انتم وأضواءكم لليلة فقط إلي الجحيم .


***


أجمع شعرياتي القصار بعصبية أحبسهم بمشبكي الرمادي المفضل حتي لا يتملصوا منه كما تملصوا من ضفيرة ذيل السمكة , وفي صمت غاضب ألعن اليوم الذي قررت فيه قص شعري و وأتابع ما كنت أفعله ولا أتذكره ألآن .


***


جالسة أمام المدفئة أجفف ملابسي التي تعاون علي إغراقها موجات المطر وقطرات الشاطيء, جالسة أرتجف من فرط الدفء, أتذكر نفسي طفلة مستحيل كما حكيت لقرينتي .. أحاول أن أمسك النار فأفشل, أصر فأحترق. أعاند ,فأتخيل نفسي لدي قوي خارقة تتمثل في عدم الشعور بالألم أتجاهل إلحاح الألم للحظة , أجد حيلة أخري ألا وهي المقدرة علي شفاء جرح النار بتقبيله ..أقبله مرارًا ,أفشل فأتقوقع , أكتشف أني لا أحتاج أي قوي خارقة فلدي قوتي الخارقة الخاصة .. وأتابع الإبتسام .


***


تسألني عما أريد الكتابة عنه فأجيبها , عن الخلود والدفء والسماء والبحر والرقة والغضب والصمت والسخرية وأشباه الأشخاص والبشر والفضائيين والخشوع والإبتسام والعشوائية . تسألني ولم , فأجيبها لأفسح له مجالًا في قلبي ليستطيع هو أن يحتلني كليًا , ثم أبتسم متذكرة أني أحبني عندما أتفلسف .. وللغاية أضحك وتضحك ..
أخبرها أني حقًا لا أعرف سببًا ولكن ربما أكتب لأغيظه ، تبدأ التساؤل فأجيبها بأنه لن يفهم كلمة واحدة ومغتاظًا سيضطر أن يخبرني أن ماكتبته  رائٌع جدًا وسأصدقه وأبتسم ابتسامة مصابة بالعته وأقول أني حقًا أحبني عندما يمشون في المسار الذي رسمته لهم .


***
بخطوات خفيفة ترتقي الكواكب وصولًا إلى السماء العليا ..تنزع وشاحها .. تنفخ فيه فيتناثر فراشات بيضاء مزركشة بالأزرق ثم تركع على ركبتيها ..تشبك يديها ... تحمي رأسها .. تغلق عينيها وتصلي ... ثم تهز كل الارتباك والاضطراب والغضب واللعنات بعيدًا .. تتنفس .. تملأ فراغها هواءًا ..تأخذ حفنة من ملح وتلقيه من خلف كتفها الأيسر ثم الأيمن ثم من فوق رأسها ..لترسل الأشباح بعيدًا ..وزيادة للطمأنينة تُقرئ روحها آية الكرسي ،ترسم الصليب عليها .. ثم تقوم وتستقل نيزكًا نحو الأسفل.


استمع لهذه